وِرْد الفتْحيَّة (وِرْد المغْرب):
يا مَولايَ يا قادِرُ، يا مَوْلايَ يا غافرُ، يا لَطِيفُ يا خَبِيرُ، سُبْحانُ اللهِ تَعْظِيماً لأسْمائِهِ عَدَدَ المَعْلُوماتِ، و الحَمْدُ للهِ الْكَبِيرِ الْمُتَعالِ مُبْدِئ الْمُخْلُوقاتِ، و لا إلهَ إلا اللهُ عَدَد المُخْلِصين أصْحابِ الْعِناياتِ،و اللهُ أكْبَرُ تَكْبِيرًا لِجَلالِكَ و عَظَمَتِكَ مِلْءَ الأرْضِ و السَّمَوَاتِ، و لا حَوْلَ وَ لا قُوَّة إلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، كَنْزُ الخَيْرِ وَ السَّعادَاتِ، إلهَنا لَكَ هَذا الجَلالُ فِي انْفِرَادِ وَحْدَانِيَّتكَ، وَ لَكَ سُلْطانُ الْعِزِّ في دَوَامِ رُبُوبِيتَّكَ، بَعُدَ على قُرْبِكَ أوْهامُ الْباحِثِينَ عَنْ بُلُوغ صِفاتِكَ، وَ تَحَيَّرَتْ ألْبابُ الْعَارِفِينَ بجلالِكَ و عَظَمَتِكَ، إلهَنا فاغْمِسْنا في بَحْرٍ مِنْ نُورِ هَيْبَتِكَ حَتَّى نَخْرُجَ و في رُوحِنا شُعاعات رَحْمَتِكَ، و قابِلِنا بِنُورِ اسْمِكَ المَكْنُونِ، و امْلأ وُجُودَنا بِوجُودِ سِرِّكَ المَخْزُونِ حَتَّى نَرَى الْكَمَالَ المُطْلَقَ في المَكْنُونِ المُطْلَقِ المَصُونِ، و أشْهِدْنا مَشاهِدَ قُدْسِكَ مِنْ غَيْرِ تَقَلُّبِ و لا فُتُونٍ، وَ اجْعَلْ لَنا مَدَدًا رُوحانِيًا تَغْسِلُنا بِهِ مِنَ الحَمْأ المَسْنُونِ، و أدْرِكْنا بِاللُّطْفِ الخَفِيِّ الَّذي هُوَ أسْرَعُ مِنْ إطْبَاقِ الجُفُونِ، و أوقِفْنَا مَوَاقِفَ الْعِزِّ، و احْجُبْنا عَنِ الْعُيُونِ، و أشْهِدْنا الحَقَّ اليَقِينَ، يا قَوِيُّ يا مَتِينُ، يا نُورُ يا مُبِينُ، يا رَحْمَنُ يا رَحِيمُ، إلهَنَا فَأطْلِعْ على وُجُودِنا شَمْسَ شُهُودِنا فِي الأكْوَانِ، وَ نَوِّرْ وُجُودَنا بِنُورِ وَجِوُدِكَ فِي كُلِّ الأحْيانِ، وَ أدْخِلْنا في رِياض الْعَافِيَةِ وَ العَيانِ يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ، يارَحِيمُ يا رحْمَنُ، يا ذا الْعِزَّةِ و البُرْهانِ، يا ذا الرَّحْمَةِ و الْغُفْرَانِ، يَا ذا الْفَضْلِ و الإحْسانِ، يا ذا الجَلالِ و الإكْرَامِ، يا مَوْلاي يا قادِرُ، يا مَوْلاي يا غافِرُ، يا لَطِيفُ يا خَبِيرُ، إلهَنَا ألْبِسْنا مَلابِسَ لُطْفِكَ، و أقْبِلْ عَلَيْنا بِحَنَانِكَ وَ عَطْفِكَ، و أخْرِجْنا مِنَ التَّدْبِير مَعَكَ وعَلَيْكَ، و اهْدِنا بِنُورِكَ إلَيْكَ، و أقِمْنا بِصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، و أخْرِجْ ظُلُماتِ التَّدبِيرِ مِنْ قُلُوبِنا، و انْشُرْ نُورَ التَّفْويضِ في أسْرَارِنا، و أشْهِدْنا حُسْنَ اخْتِيارِكَ لَنا حَتَّى يَكُونَ ما تَقْضيهِ فِينا و تَخْتارُهُ لَنا أحَبَّ إلَيْنا مِنْ اخْتِيارِنا لأنْفُسِنا، و اهْدِنا لِلحَقِّ المُبِينِ، و عَلِّمْنا مِنْ عِلْمِ الْيَقِينِ، يا عَليُّ يا عَظِيمُ، يا غَنِيُّ يا كَرِيمُ، يا غَفُورُ يا حَلِيمُ، يا رَحْمَنُ يا رَحِيمُ، يا مَوْلاي يا قادِرُ، يا مَوْلاي يا غافِرُ، يا لَطِيفُ يا خَبِيرُ، إلهَنَا نَسْألُكَ بِجَلالِ كَمَالِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، و بِضياءِ سَناءِ نُورِكَ العَظِيمِ، و بِتَدْقِيق تَحْقِيقِ عِلْمِكَ يا عَلِيمُ، أنْ تُنَزِّلَ على قُلُوبِنا مِنْ نُورِ الذكْرِ و الْحِكْمَةِ ما نَجِدُ بالْحِسِّ و المُشَاهَدَةِ بَرْدَهُ حَتَى لا نَنْساكَ ولا نَعْصِيَكَ أبَدًا، و اجْمَعْ بَيْنَنا و بَيْنَ النِّيَّةِ و الصِّدْقِ وَ الاخْلاصِ و الخُشُوعِ، و الْهَيْبَةِ و الحَياءِ و المُرَاقَبَةِ، و النُّورِ و النَّشاطِ و القُوَّةِ، و الْحِفْظِ و الْعِصْمَةِ و الْفَصاحَةِ، و البَيانِ و الْفِهْمِ و الْقُرْآنِ، و خُصَّنا بالْمَحَبَّةِ و الاصْطِفائِيَّةِ و التَّخْصِيصِ، و كُنْ لَنا سَمْعًا و بَصَرًا، و لِسانًا و قَلْبًا، و يَدًا و مُؤيِّدًا، يا مُغِيثُ يا مُجِيبُ، يا سَمِيعُ يا بَصِيرُ يا خَبيرُ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ بجَوَامِعِ أسْرَارِ أسْمائِكَ، و لَطائِفِ مَظَاهِرِ صِفاتِكَ، و قِدَمِ وُجُودِ ذاتِكَ، أنْ تُنَوِّرَ قُلُوبِنا بِنُورِ هِدَايَتِكَ، و أنْ تُلْهِمَنا حُبَّ مَعْرِفَتِكَ، و أنْ تَسْتُرَ عَلَيْنا بِسِتْرِ حِمَايَتِكَ، وَ أنْ تَجْعَلَ أُنْسَنا بِكَ و شَوْقنا إلَيْكَ، و خَوْفنا مِنْكَ حَتَّى لا نَرْجُوَ أحَداً غَيْرَكَ، ولا نَخْشَى أحَدًا سِوَاكَ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنا الاعْتِمَادَ عَلَيْكَ، و الانِقِيادَ إلَيْكَ، و الْحُبَّ فِيكَ، و القُرْبَ مِنْكَ، و الادَبَ مَعَكَ، و أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ و الأرْضِ، عَزَّ جارُكَ و جلَّ ثَناؤكَ، و تَقَدَّسَتْ أسْمَاؤكَ، و عَظُمِ شَأنُكَ، و لا إلهَ غَيْرُكَ سَلِّمْنا و سَلِّمْ دِينَنا، و كَمِّلْ إيمَانَنا، و تَمِّمْ عِرْفانَنا، وَ وجِّهْنا بِكلِّيَّتِنا إلَيْكَ، و لا تَكِلْنا إلى أنْفُسِنا طَرْفَة عَيْنٍ و لا أقَلَّ مِنْ ذلِكَ، و شَوِّقْنا إلى لِقائِكَ، و اقْطَعْ عَنَّا كُلَّ قاطِعٍ يَقْطَعُنا عَنْكَ، و قَرِّبْنا إذا أبْعَدْتَنا، و اقْرُبْ مِنَّا إذا قَرَّبْتَنا، و عَلِّمْنا إذا جَهِلْنا، و فَهِّمْنا إذا عَلَّمْتَنا، يا أوَّلُ يا آخِرُ، يا ظاهِرُ يا قادِرُ، يا غافِرُ يا عَلِيمُ، يا مَوْلاي يا قادِرُ، يا مَوْلاي يا غافِرُ، يا لَطِيفُ يا خَبِيرُ، إلَهِي لَوْلا ما جَهِلْتُ مِنْ أمْرِي ما شَكَوْتُ عَثَرَاتِي، و لَوْلا ما ذكَرْتُ مِنَ الإفْرَاطِ ما سَفَحَتْ عَبَرَاتِي، فأصْلِحْ مُشَتَتَّاتِ الْعَثَرَاتِ بِمُرْسَلاتِ الْعَبَرَاتِ، و هَبْ كَثِيرَ السَّيِّئاتِ لِقَلِيلِ الْحَسَناتِ، إلَهِي أخْرَسَتِ المَعاصِي لِسَانِي، فَما لِي مِنْ وَسِيلَةٍ مِنْ عَمَلٍ، و لا شَفِيعٍ سِوَى الأمَلِ، إلَهِي أقْصَتْنِي الحَسَناتُ مِنْ جُودِكَ و كَرَمِكَ، و ألْقَتْنِي السَّيِّئاتُ بَيْنَ عَفْوِكَ و مَغْفِرَتِكَ، إنَّ رَجائِي لا يَنْقَطِعُ عَنْكَ و إنْ عَصَيْتُكَ، كَما أنَّ خَوْفِي لا يُزَايلُنِي مِنْكَ و إنْ أطَعْتُكَ، إلَهِي لا أسْتَطِيعُ حَوْلاً عَنْ مَعْصِيتَكَ إلا بِعِصْمَتِكَ، و لا قُوَّة لِي على الطَّاعةِ إلا بِتَوْفِيقِكَ، مَنْ هُوَ فِي قَبْضَةِ قَهْرِكَ كَيْفَ يَخافُ، مَنْ هُوَ دَائِرٌ في دَائِرَةِ لَذاتِكَ أيْنَ يَذهَبْ، يا إلَهِي أنا مَسْلُوبُ الإرَادَةِ عارٍ عَنِ المَشِيئَةِ، عاجِزٌ عَنِ الحَوْلِ و الْقُوةِ، أشْكُو إلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِي و قِلَّة حِيلَتِي، و هَوَانِي على المَخْلُوقِينَ وَ أنْتَ رَبِّي أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، و أنْتَ رَبُّ المُسْتَضْعَفِينَ، وَ أنْتَ رَبِّي إلى مَن تَكِلُنِي إلى عَبْدٍ يَتَجَهَّمُنِي، أمْ إلى عَدُوٍ مَلَّكْتَهُ أمْرِي، إنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيَّ غَضَبٌ مِنْكَ فَلا أبالِي، و لَكِنَّ عَافِيَتُكَ هِي أوْسَعُ لِي، رَبِّ فَلا تَحْجُبْ دَعْوَتِي، و لا تَرُدَّ مَسْألَتِي، و لا تَدَعْنِي بِحَسْرَتِي، و لا تَكِلْنِي إلى حَوْلِي و قُوَّتِي، وَ ارْحَمْ عَجْزِي وَ فَقْرِي وَ فَاقَتِي، و اجْبُرْ كَسْرِي و ذُلِّي و حَالَتِي، يا اللهُ [3] يا رَحْمَنُ يا رَحِيمُ، يا اللهُ [3] يا ذا الْفَضْلِ و الإحْسانِ، يا اللهُ [3] يا ذا الرَّحْمَةِ وَ الْغُفْرَانِ، يا اللهُ [3] يا ذا الْعَظَمَةِ و السُّلْطانُ، يا اللهُ [3] يا ذا الْعِزَّ و البُرْهانِ، يا اللهُ [3] يا ذا الجَلالِ و الإكْرَامِ، وسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَة و عِلْمًا، و جُدْ بِفَضْلِكَ و إحْسانِكَ عَلَيْنا مِنَّة و حِلْمًا، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُتَفَضِّلُ، يا ذا النَّوَالِ و النِّعَمِ، يا ذا الجُودِ و الْكَرَمِ، يا عَظِيمُ يا ذا العَرْشِ الْعَظِيمِ، نَسْألُكَ اللَّهُمَّ بإسْمِكَ العَظِيمِ الأعْظَمِ، الْكَبِيرِ الأكْبَرِ، الَّذي مَنْ أسْعَدْتَهُ و رَحِمْتَهُ و ألْهَمْتَهُ أنْ يَدْعُوَكَ بِهِ، وَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرِشِكَ، وَ بِمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، أنْ تَقْسِمَ لَنا مِنَ الرَّحْمَةِ وَ المَغْفِرَةِ ما تُصْلِحُ بِهِ شَأنَنا كُلَّهُ، وَ أنْ تُحْيِيَنا حَياة طَيْبَةً في أرْغَدِ عَيْشٍ وَ أهْنَى، يا جَامِعُ يا مَنْ لا يَمْنَعُهُ عَنِ الْعَطاءِ مانِعٌ، يا مُعْطِيَ النَّوالِ قَبْلَ السُّؤالِ، فَتَوَلَّنا يا مَوْلانا فأنْتَ بِنَا أوْلَى، يا مَوْلاي يا قادِرُ، يا مَوْلاي يا غافِرُ، يا لَطِيفُ يا خَبِيرُ، إلَهَنا فَاجْعَلْنا مِنَ المُخْلِصِينَ و مِمَّنْ سَلَكَ الطَّرِيقَ مِنْ أهْلِ الْيَقِينِ، وَ ارْعَنا بِرِعَايَتِكَ و احْفَظْنا بِرَأفَتِكَ لِنَكُونَ مِنَ الآمِنِينَ، وَ أرْشِدْنا إلى سَبِيلِكَ لِنَكُونَ مِنَ العَالِمِينَ، { إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ }، { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }، و صَلَّى اللهُ على سَيِّدِ المُرْسَلِينَ الصَّادِقِينَ بِنُبُوَّةِ الأقْدَمِينَ، وَ المَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، عَدَدَ مَنْ تَقَدَّمَ مِنَ الْخَلْقِ وَ مَنْ تأخَّرَ، وَ مَنْ حَقِّ عَلَيْهِ الْقَوْلُ و مَنْ تَذكَّرَ، صَلاةً مَمْنُوحَةً بِالرَّحْمَةِ و السَّلامِ، مَخْصُوصَة بِالْقَبُولِ على الدَّوَامِ، صَلاة دَائِمَةً بِدَوَامِ الدَّهْرِ المَوْجُودِ، باقِيةً بِبَقاء أحْكَامِ الْوُجُودِ، و على آلِهِ و أصْحَابِهِ و أوْلادِهِ و أزْوَاجِهِ و ذرْيَّتِهِ الطَّيِّبِينَ كَما تَقَدَّمَ، و الحَمْدُ للهِ على ما أنْعَمَ، يا مَوْلايَ يا قادِرُ، يا مَوْلايَ يا غافِرُ، يا لَطِيفُ يا خَبِيرُ،
{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}