الطريقة السعدية في بلاد الشام

أهلا وسهلا بك في منتدى الطريقة السعدية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الطريقة السعدية في بلاد الشام

أهلا وسهلا بك في منتدى الطريقة السعدية

الطريقة السعدية في بلاد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الطريقة السعدية في بلاد الشام

موقع يجمع أبناء الطريقة السعدية في بلاد الشام


    وِرْد التمْجيد أو الرَّجاء و الالْتجاء (وِرْد العِشاء) لسيدي عبد القادر الجيلاني

    الشريف محمد عطايا السعدي
    الشريف محمد عطايا السعدي
    .
    .


    عدد المساهمات : 154
    تاريخ التسجيل : 19/02/2011
    العمر : 42

    	وِرْد التمْجيد أو الرَّجاء و الالْتجاء (وِرْد العِشاء) لسيدي عبد القادر الجيلاني  Empty وِرْد التمْجيد أو الرَّجاء و الالْتجاء (وِرْد العِشاء) لسيدي عبد القادر الجيلاني

    مُساهمة  الشريف محمد عطايا السعدي السبت أكتوبر 27, 2012 9:45 am



    وِرْد التمْجيد أو الرَّجاء و الالْتجاء (وِرْد العِشاء):


    سُبْحان الله العظيم و بحمْده تسْبيحًا يليق بجلال من له السُبُحَاتِ، و الحمْد لله ربِّ العالمين حمْدًا كثيرًا يُوافي نِعمه و يدْفع نِقمه و يُكافىء مزيده على جميع الحالات، و لا إله إلَّا الله وحْده لا شريك له تَوْحيد مُحقَّقٍ مُخْلَصٍ قلْبه بحقِّ اليقين عن الشُّكوك و الظُّنون و الأوْهام و الشُّبهات، و الله أكْبر مِنْ أنْ يُحاط أو يُدْرك بلْ هُوَ مُدْركٌ و مُحيطٌ بكُلِّ الجِهات، و لا حَوْل و لا قُوَّة إلَّا بالله العليِّ العظيمِ رفيع الدَّرجات، إلهنا تعاظمْت على الكُبراء و العُظماء فأنْت العظيمُ الكبيرُ، و تكرَّمْت على الفُقراء و الأغْنياء فأنْت الغنيُّ الكريمُ، و مننْت على العُصاة مِنَّا و الطَّائعين بسِعة رحْمتك فأنْت الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، تعْلم سِرِّنا و جهْرنا و أنْت أعْلم بنا مِنَّا فأنْت العليمُ، لا تدْبير للعبْد معْ تدْبيرك، و لا إرادة له معْ مشيئتك و تقْديرك، لولا وُجودك لَما كانت المخْلوقات، و لَوْلا حِكْمة صُنْعك لَما عُرفت المصْنوعات، خلقْت الآدميَّ و بلَوْته بالحسنات و السيِّئات، و أبْرزْته فِي هذه الدَّار لمعْرفتك، و حجبْته عنْ باطن الأمْر بظاهر المرْئيَّات، و كشفْت لِمنْ شئْت عنْ سِرِّ التَوْحيد، فبِهذا شهد الكَوْن و التَّكْوين و الكائنات، و أشْهدْته بِه حضرات قُدْسك و لطائف معاني سِرِّك الباطن في المظاهر و الظَّاهرة بأنْواع التجلِّيات، إلهنا أيُّ كَيْدٍ للشَّيْطان فهُوَ ضعيفٌ معْ قُوَّتك و اقْتدارك، و أيُّ رَيْنٍ على القُلوب معْ ظُهور أنْوارك، إلهنا إذا عمرْت قلْبًا اضْمحلَّ عنْه كُلُّ شَيْطانٍ، و إذا عنَيْت بعبْدٍ لم يكنْ لأحدٍ علَيْه سُلْطانٌ، اتَّصفْت بالأحديَّة فأنْت المَوْجود، و نَعَتَّ نفْسك بجلال الرُّبوبيَّة فأنْت المعْبود، و خلَّصْت ضِيق أرْواح من اخْتصصْت مِنْ رِبْق الأشْباح إلى فضاء الشُّهود، أنْت الأوَّل قبْل كُلِّ شَيْءٍ، و الآخر بعْد كُلِّ شَيْءٍ، و كُلُّ شَيْءٍ هالكٌ حادثٌ مفْقودٌ، لا مَوْجود إلَّا بوُجودك، و لا حياة للأرْواح إلَّا بشُهودك، أشرْت إلى الأرْواح فأجابتْ، و كشفْت عن القُلوب فطابتْ، فهنيئًا لهياكلٍ أرْواحها لك مجيبةٌ، و لِقوالب قُلوبها فاهمةٌ عنْك مُنيبةٌ إلَيْك، إلهنا فطهِّرْ قُلوبنا مِن الدَّنس لتكون محلًّا لمُنازلات وُجودك، و خلِّصْنا مِنْ لَوْث الأغْيار لخالص تَوْحيدك، حتَّى لا نشْهد غَيْر أفْعالك و صِفاتك و تجلِّي عظيم ذاتك، فإنَّك أنْت الوهَّابُ المانحُ الهادي القادرُ الفاتحُ، إلهنا إنَّ الخَيْر كُلَّه بِيَدك و أنْت واهبه و مُعْطيه، و عِلْمه مُغيَّبٌ على العبْد لا يدْري مِنْ أيْن يأْتيه، و طريقه مبْهمٌ مجْهولٌ علَيْه و أنْت دليله و قائده و مُهْديه، فخُذْ بنواصينا إلى ما هُوَ أحْسنه و أتَّمَّه، و خُصَّنا مِنْك بِما هُوَ أوْسعه و أخصُّه و أتتمُّه و أعمُّه، فإنَّ الأكُفَّ لا تُبْسط إلَّا للغنيِّ الكريم، و لا تُطْلب الرَّحْمة إلَّا مِن الغفور الرَّحيم، و أنْت المقْصود الَّذي لا يتعدَّاه مُرادٌ، و الكنْز الَّذي لا حدَّ له و لا نفادٌ، إلهنا فأعْطنا فَوْق ما نُؤمِّل و ما لا يخْطر ببال، يا منْ هُوَ واهبٌ كريمٌ مُجيب السُّؤال، فإنَّه لا مانع لِما أعْطَيْت و لا مُعْطي لِما منعْت، و لا رادَّ لِما قضَيْت و لا مُبدِّل لِما حكمْت، و لا هادِيَ لِما أضْللْت و لا مُضلَّ لِمنْ هدَيْت، فإنَّك تقْضي و لا يُقْضى علَيْك، و لا ينْفع ذا الجدِّ مِنْك الجِدُّ، و لا مُقْعد لِمنْ أقمْت، و لا مُعذِّب لِمنْ رحمْت، و لا حِجاب لِمنْ عنْه كشفْت، و لا كُروب ذنْبٍ لِمنْ بِه عنَيْت و عصمْت، و قدْ أمرْت و نهَيْت، و لا قُوَّة لنا على الطَّاعة و لا حَوْل لنا عن المعْصية إلَّا بِك، فبِقُوَّتك على الطَّاعة قوِّنا، و بحَوْلك و قُدْرتك عن المعْصية جنِّبْنا، حتَّى نتقرَّب إلَيْك بطاعتك و نبْعد عنْ معْصيتك، و ندْخل فِي وصْف هِداية محبَّتك، و نكون بآداب عُبوديَّتك قائمين، و بجلال رُبوبيَّتك طائعين، و اجْعل ألْسنتنا لاهيةً بذِكْرك، و جوارحنا قائمةً بشُكْرك، و نُفوسنا سامعةً مُطيعةً لأمْرك، و أجرْنا مِنْ مكْرك، و لا تُؤْمنَّا مِنْه حتَّى لا نبْرح لِعظيم عِزَّتك مُذْعنين، و مِنْ سطْوَة هَيْبتك خائفين، فإنَّه لا يأْمن مكْر الله إلَّا القَوْم الخاسرون، و أعذْنا اللَّهمَّ مِنْ شُرور أنْفسنا و رُؤْية أعْمالنا، و مِنْ شرِّ كَيْد الشَّيْطان، و اجْعلْنا مِنْ خواصِّ عِبادك الَّذين لَيْس له علَيْهم سُلْطانٌ، فإنَّه لا قُوَّة له إلَّا على منْ سلبْت عنْه نُور التَّوْفيق و خذلْته، و لا يقْرب إلَّا مِنْ قلْبٍ حجبْته بالغفْلة عنك و أمَتَّه و أهنْته، إلهنا فما حيلة العبْد و أنْت تُقْعده، و ما وُصوله و أنْت تُبْعده، هل الحركات و السَّكنات إلَّا بإذْنك، و منْقلب العبْد و مثْواه إلَّا بعِلْمك، إلهنا فاجْعل حركاتنا بك و سكناتنا لك و شُكْرنا لك، و اقْطعْ جميع جِهاتنا بالتَّوجه إلَيْك، و اجْعلْ اعْتمادنا فِي كُلِّ الأمور علَيْك، فمبْدأ الأمْر مِنْك و هُوَ راجعٌ إلَيْك، إلهنا إنَّ الطَّاعة و المعْصية سفينتان سائرتان بالعبْد فِي بحْر المشيئة إلى ساحل السَّلامة أو الهلاك ، فالواصل إلى ساحل السَّلامة هُوَ السَّعيد المُقرَّب، و ذُو الهلاك هُوَ الشَّقيُّ المُبْعد المُعذَّب، إلهنا أمرْت بالطَّاعة و نهَيْت عن المعْصِيَة و قدْ سبق تقْديرهما، و العبْد في قبْضة تصْريفك، زِمامه بِيَدك تقوده إلى أيُّهما أردت، و قلْبه بَيْن إصْبعَيْن مِنْ أصابعك تُقلِّبه كَيْف شِئْت، إلهنا فثبِّتْ قُلوبنا على ما بِه أمرْت، و جنِّبْنا عمَّا نهَيْت، فإنَّه لا حَوْل و لا قُوَّة إلَّا بِك، سُبْحانك لا إله إلَّا أنْت خلقْت الخلْق قِسْمَيْن، و فرَّقْتهمْ فريقَيْن، فريقٌ فِي الجنَّة و فريقٌ فِي السَّعير، هذا حُكْمك فِيما سبق بِه قَسمُكَ، فهنيئًا لِمنْ سبقتْ له مِنْك العِناية و فاز بالقُرْب و الولاية، حُكْمك عدْلٌ، و تقْديرك حقٌّ، و سِرُّك غامضٌ فِي هذا الخلْق، و ما ندْري ما يُفْعل بِنا، فافْعلْ بِنا ما أنْت أهْله، و لا تفْعل بِنا ما نحْن أهْله، فإنَّك أهْل التَّقْوى و أهْل المغْفرة، إلهنا فاجْعلْنا مِنْ خَيْر فريقٍ و ممَّنْ سلك الأيْمن فِي الطَّريق مِن الآخرة، و ارْحمنا برحْمتك و اعْصمْنا بعِصْمتك لِنكون مِن الفائزين، و دُلَّنا علَيْك لِنكون مِن الواصلين، { إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ }، { فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }، و حسْبنا الله و نِعْم الوَكيل، و صلَّى الله على سيِّدنا مُحمَّدٍ السَّابق للخلْق نُوره، و الرَّحْمة للعالمين ظُهوره، عدد منْ مضى مِنْ خلْقك و منْ بقي، و منْ سعد مِنْهم و منْ شقي، صلاةً تسْتغرق العدَّ و تُحيط بالحدِّ، صلاةً لا غاية لها و أمد، و لا انْتهاء و لا انْقضاء، صلاتك الَّتي صلَّيْت علَيْه، صلاةً دائمةً بِدوامك و باقيةً ببقائك، لا مُنْتهى لها دُون عِلْمك، و على آله و صحْبه و عِتْرته، و سلِّمْ تسْليمًا مِثْل ذلك،

    { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 9:30 am