الطريقة السعدية في بلاد الشام

أهلا وسهلا بك في منتدى الطريقة السعدية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الطريقة السعدية في بلاد الشام

أهلا وسهلا بك في منتدى الطريقة السعدية

الطريقة السعدية في بلاد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الطريقة السعدية في بلاد الشام

موقع يجمع أبناء الطريقة السعدية في بلاد الشام


    روائع من التاريخ العثماني

    الشريف محمد عطايا السعدي
    الشريف محمد عطايا السعدي
    .
    .


    عدد المساهمات : 154
    تاريخ التسجيل : 19/02/2011
    العمر : 42

    منقول روائع من التاريخ العثماني

    مُساهمة  الشريف محمد عطايا السعدي الجمعة يونيو 24, 2011 3:11 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم



    الخليفة محمد الفاتح والمعماري الرومي وعدالة القاضي الإسلامي


    أمر السلطان ( محمد الفاتح ) ببناء أحد الجوامع في مدينة اسطنبول ، وكلف أحد المعمارين الروم واسمه (إبسلانتي) بالإشراف على بناء هذا الجامع، إذ كان هذا الرومي معمارياً بارعاً , وكان من بين أوامر السلطان: أن تكون أعمدة هذا الجامع من المرمر، وأن تكون هذه الأعمدة مرتفعة ليبدو الجامع فخماً، وحدد هذا الارتفاع لهذا المعماري , ولكن هذا المعماري الرومي ولسبب من الأسباب أمر بقص هذه الأعمدة ، وتقصير طولها دون أن يخبر السلطان ، أو يستشيره في ذلك ، وعندما سمع السلطان ( محمد الفاتح ) بذلك ، استشاط غضباً ، إذ أن هذه الأعمدة التي جلبت من مكان بعيد ، لم تعد ذات فائدة في نظره ، وفي ثورة غضبه هذا ، أمر بقطع يد هذا المعماري , ومع أنه ندم على ذلك إلا أنه كان ندماً بعد فوات الأوان , ولم يسكت المعماري عن الظلم الذي لحقه ، بل راجع قاضي اسطنبول الشيخ ) صاري خضر جلبي ) الذي كان صيت عدالته قد ذاع وانتشر في جميع أنحاء الإمبراطورية ، واشتكى إليه ما لحقه من ظلم من قبل السلطان( محمد الفاتح ) ولم يتردد القاضي في قبول هذه الشكوى ، بل أرسل من فوره رسولاً إلى السلطان يستدعيه للمثول أمامه في المحكمة ، لوجود شكوى ضده من أحد الرعايا , ولم يتردد السلطان كذلك في قبول دعوة القاضي ، فالحق والعدل يجب أن يكون فوق كل سلطان , وفي اليوم المحدد حضر السلطان إلى المحكمة ، وتوجه للجلوس على المقعد قال له القاضي : لا يجوز لك الجلوس يا سيدي بل عليك الوقوف بجانب خصمك , وقف السلطان (محمد الفاتح ) بجانب خصمه الرومي ، الذي شرح مظلمته للقاضي، وعندما جاء دور السلطان في الكلام ، أيد ما قاله الرومي , وبعد انتهاء كلامه وقف ينتظر حكم القاضي، الذي فكر برهه ثم توجه إليه قائلاًَ: حسب الأوامر الشرعية ، يجب قطع يدك أيها السلطان قصاصاً لك , ذهل المعماري الرومي ، وارتجف دهشة من هذا الحكم الذي نطق به القاضي ، والذي ما كان يدور بخلده ، أو بخياله لا من قريب ولا من بعيد ، فقد كان أقصى ما يتوقعه أن يحكم له القاضي بتعويض مالي , أما أن يحكم له القاضي بقطع يد السلطان (محمد الفاتح) فاتح القسطنطينية الذي كانت دول أوروبا كلها ترتجف منه رعباً، فكان أمراً وراء الخيال , وبصوت ذاهل ، وبعبارات متعثرة قال الرومي للقاضي ، بأنه يتنازل عن دعواه ، وأن ما يرجوه منه هو الحكم له بتعويض مالي فقط ، لأن قطع يد السلطان لن يفيده شيئاً ، فحكم له القاضي بعشر قطع نقدية ، لكل يوم طوال حياته ، تعويضاً له عن الضرر البالغ الذي لحق به , ولكن السلطان ( محمد الفاتح ) قرر أن يعطيه عشرين قطعة نقدية ، كل يوم تعبيراً عن فرحه لخلاصه من حكم القصاص ، وتعبيراً عن ندمه كذلك.

    السلطان الذي رفض القاضي شهادته

    نحن الآن في مدينة (بورصة) في عهد السلطان العثماني ( بايزيد ) , الملقب بـالصاعقة , الفاتح الكبير , فاتح بلاد البلغار و البوسنة و سلانيك و ألبانيا , السلطان الذي سجل انتصاراً ساحقاً على الجيوش الصليبية ، التي دعا إلى حشدها البابا (بونيغا جيوش الرابع) ، لطرد المسلمين من أوروبا ، والتي اشتركت فيها خمس عشرة دولة أوروبية كانت انجلترا و فرنسا و المجر من بينها ، وذلك في المعركة التاريخية المشهورة ، والدامية معركة (نيغبولي) سنة 1396م , هذا السلطان الفاتح اقتضى حضوره للإدلاء بشهادة في أمر من الأمور أمام القاضي والعالم المعروف (شمس الدين فناري) , دخل السلطان المحكمة ووقف أمام القاضي ، وقد عقد يديه أمامه كأي شاهد اعتيادي , رفع القاضي بصره إلى السلطان ، وأخذ يتطلع إليه بنظرات محتدة ، قبل أن يقول له إن شهادتك لا يمكن قبولها ، ذلك لأنك لا تؤدي صلواتك جماعة ، والشخص الذي لا يؤدي صلاته جماعة ، دون عذر شرعي يمكن أن يكذب في شهادته) , نزلت كلمات القاضي نزول الصاعقة على رؤوس الحاضرين في المحكمة , كان هذا اتهاماً كبيراً ، بل إهانة كبيرة للسلطان ( بايزيد ) ، تسمر الحاضرون في أماكنهم ، وقد أمسكوا بأنفاسهم ينتظرون أن يطير رأس القاضي بإشارة واحدة من السلطان , لكن السلطان لم يقل شيئاً ، بل استدار وخرج من المحكمة بكل هدوء , أصدر السلطان في اليوم نفسه أمراً ببناء جامع ملاصق لقصره ، وعندما تم تشييد الجامع ، بدأ السلطان يؤدي صلواته فيه جماعة.

    غبار الجهاد

    كان من عادة السلطان ( با يزيد الثاني ) أن يجمع في قارورة ما علق بثيابه من غبار ، وهو راجع من أية غزوة من غزوات جهاده في سبيل الله , وفي إحدى المرات عندما كان السلطان يقوم بجمع هذا الغبار من على ملابسه لوضعه في القارورة ، قالت له زوجته (كولبهار): أرجو أن تسمح لي يا مولاي بسؤال , فقال : اسألي يا ( كولبهار(. فقالت: لم تفعل هذا يا مولاي ؟ وما فائدة هذا الغبار الذي تجمعه في هذه القارورة ؟ فقال : إنني سأوصي يا ( كولبهار ) بعمل طابوقة من هذا الغبار ، وأن توضع تحت رأسي في قبري عند وفاتي , ألا تعلمين يا ( كولبهار ) أن الله سيصون من النار يوم القيامة جسد من جاهد في سبيله ؟ ونفذت فعلاً وصيته ، إذ عمل من هذا الغبار المتجمع في تلك القارورة - غبار الجهاد في سبيل الله - عمل منه طابوقة ، وضعت تحت رأس هذا السلطان الورع عندما توفي سنة 1512م , وقبره موجود حتى الآن بجانب الجامع الذي بناه (جامع با يزيد) ، رحمه الله تعالى.

    منقول للفائدة

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 1:59 am