الطريقة السعدية في بلاد الشام

أهلا وسهلا بك في منتدى الطريقة السعدية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الطريقة السعدية في بلاد الشام

أهلا وسهلا بك في منتدى الطريقة السعدية

الطريقة السعدية في بلاد الشام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الطريقة السعدية في بلاد الشام

موقع يجمع أبناء الطريقة السعدية في بلاد الشام


    تصوف الصحابة والأئمة

    الشريف محمد عطايا السعدي
    الشريف محمد عطايا السعدي
    .
    .


    عدد المساهمات : 154
    تاريخ التسجيل : 19/02/2011
    العمر : 42

    منقول تصوف الصحابة والأئمة

    مُساهمة  الشريف محمد عطايا السعدي الأحد مايو 29, 2011 1:45 pm

    بسملة1


    يجب لنعرف هل التصوف وسيلة إصلاح أو وسيلة تأخر أن نحدد ما هو التصوف، وفي رأيي أن الإسلام حدد التصوف من بدء نشأته، بل لعل الأديان التي سبقت الإسلام كان فيها المتصوفون، لأن التصوف هو الزهد في متاع الحياة الدنيا والتقشف والاستهانة بأعراض الدنيا وما فيها، في جانب المعاني الكريمة التي يحتويها قلب الإنسان، وقد كان في المسيحية قبل الإسلام قوم سلكوا هذا الطريق، وهم على دينهم، بل من الجاهليين، مثل زهير وأمية بن أبي الصلت، من سلك هذه السبيل، ومنهم من حرم الخمر على نفسه، ومنهم من حرم المرح والإسراف في النعيم.
    ولما جاء الإسلام، دخل بالتهذيب على كل شيء، كانوا يسلكون بالتصوف مسلك الحرمان، ولكن الإسلام كان ديناً وسطاً أباح المباحات وحرم المنكرات، وقال: من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، لئلا يرخي العنان لنفسه، ولكن المولى جل شأنه أمر رسوله في الكتاب الكريم، قال تعالى: {وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28] فكان هذا أصل التصوف في الإسلام ، لأن التصوف كما قلنا يعني الصفاء .
    ولست أمنح هذا الاسم غير فتى *** صافى فصوفي لهذا سمي الصوفي
    وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وجعل مكاناً في المسجد لأهل الصفة، الذين يقولون إنهم أصل المتصوفين في الإسلام، وأهل الصفة هؤلاء هم الزهاد، الذين كانوا يكتفون بفتات لا يقيم الأود.
    المسلمون الأول فهموا التصوف على وضعه تماماً، يعني لم يفهموه على أنه ضعة ولا ذلة ولا خشوع أبداً، فهموه على أنه زهد في الحياة الدنيا وقوة في النفس وتقوية للروح، وبقوة النفس وتقوية الروح كافحوا وجاهدوا ، وكانوا يجاهدون أنفسهم ويجاهدون الناس، فأبو بكر حين قال في خطبته: ( إنه والله هو الفجر أو البجر ، والله لأن يؤخذ أحدكم فتضرب عنقه في غير حد ، خير له من أن يخوض غمرات الدنيا).
    وكذلك عمر بن الخطاب لأن عمر كان سيد المتصوفين، جاءت زوجته تسأله الحلوى فقال من أين لي ثمن الحلوى فأشتريها، فجمعت ثمن الحلوى، فقال ردوه لبيت المال، لو لم نكن أغنياء عنه ما قصدتموه.
    ثم مر يوماً على نياق لابنه عبد الله، قال: ما هذه النياق؟ قالوا: نياق عبد الله، قال: لو لم يكن ابني ما كان يسمنها هذا التسمين، ردوها لبيت المال.
    وكان سيد المتصوفين علي بن أبي طالب، لأنه كان يقول: (والله إن دنياكم هذه لأهون عندي من ورقة في فم جرادة).
    هؤلاء تبعهم التابعون بإحسان، وجاء بعدهم الخليفة عمر بن عبد العزيز، وكان أيضاً من سادات المتصوفين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يبعث على رأس كل مئة في هذه الأمة من يجدد لها أمر دينها» فجاء عمر بن عبد العزيز على رأس المئة وكان سيد المتصوفين، حتى إن الناس في بني أمية كان لهم طابع، ففي زمن الوليد كانوا يقولون: ماذا أحدث من أنواع اللهو؟ وفي زمن سليمان كانوا يقولون: ماذا أحدث من أنواع العبث؟، وفي زمن عمر بن عبد العزيز كانوا يقولون: ماذا أحدث من أنواع النسك؟.
    والأئمة المجتهدون الذين شادوا صروح الدين، ووضعوا دعائمه القوية، كأبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل، كانوا أئمة المتصوفين، انظر إلى أبي حنيفة وهو يوصي ابنه ويقول: (إذا مت فلا تدفنوني في أرض مملوكة للخليفة، لأني أخشى أن يكون قد اغتصبها).
    ومالك بن أنس، لما أرسل إليه بعض الإخوان كتاباً يقول له: ( بلغني أنك اتخذت الحجاب والحشم ، وما هذا من شيمة العلماء ؟ قال : يا أخي صدقت ، ليس هذا من شيمة العلماء ، ولن أتخذ الحشم والخدم بعد ذلك ، وسأترك بابي حراً للطارقين السائلين ).
    ولما أعطاه الخليفة هبة من الهبات ، ادخرها ، حتى إذا سأله الخليفة في فتوى لم يكن يراها ، قال للرسول: (هذه هبة الخليفة إن شئتم فخذوها).
    والشافعي سيد الزهاد والمتصوفين، وقع منه سوطه على الأرض، فناوله رجل هذا السوط، فأعطاه خمسين ديناراً لأنه ناوله إياه، وخرج من اليمن ومعه آلاف الدراهم فلم يدخل مكة إلا وقد وزعها جميعاً.
    فالتصوف يجب أن يفهم على ما هو المقصود منه وهو تربية النفس وتهذيبها ، أما التصوف ليكون وسيلة إلى الذلة والخضوع وسؤال الناس ، فهذا ليس بالتصوف ، بل هو مسخ للتصوف .
    فإذا كان التصوف هو التصوف الذي كان في صدر الإسلام ، والذي اتبعه الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان ، فهو قطعاً أداة إصلاح .
    ولكنه على غير هذا الوضع : طرق صوفية ، ولكل شيخ قد يتقلب في النعيم وأتباعه جائعون ، والحزازات التي توجد بين الفرق بعضها وبعض الخ الخ ، إن هذا التصوف على هذا الموضع أداة إفساد لا صلة له بالإسلام ، إنما الإسلام هو التصوف الذي جاء في القرآن وعمل الصحابة وفي الحديث.


    نقلا من مجلة المسلم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 11:02 pm